بقلم سمر مجاهد
(طوفان التضخم والاستغلال التجاري)
نحن الان أمام واقع مرير وأزمة إقتصادية عالمية تعاني منها جميع البلدان عربية كانت ام غربية علي حد سواء لا تفرق الازمة بين امبراطورية عظمي ودول نامية صغري، ولذلك فإن مصر في تلك الازمة تحتاج إلي أبنائها المخلصين القادرين علي مواجهة جور وجشع التجار من أجل تخطي تلك المرحلة الحرجة التي أثرت سلبا علي جميع طبقات المجتمع،كما ان طوفان التضخم وإرتفاع الاسعار الجنوني قد إجتاح الفئات الفقيرة وحولها الي طبقات معدمة وشوه ملامح الطبقة المتوسطة وهوي بها إلي قاع البنيان الطبقي للمجتمع.، فتجني الشعوب الان ثمار تلك الصراعات والازمات علقماً وتئن تحت وطأة إرتفاع تكاليف المعيشة التي لم تقف الي حد معلوم فكل يوم اصبح اخطر واثقل من سابقه وتتزايد الاسعار بما يفوق قدرة المواطنين ومن المحزن ان التجارة كالعادة عند أي إرتفاع للاسعار عالميا تجدهم يقومون برفع أسعار السلع مباشرة حتي لو كانت مستودعاتهم ممتلئة بسلع تم شراؤها بأسعار ما قبل التضخيم ولكنهم لا يفعلون نفس الشئ إذا إنخفضت الاسعار عالميا بل ينتظرون حتي يتم تصريف كامل المخزون القديم.
فقد روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً وفيه: (أنه خرج إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: يا معشر التجار)، فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال صلى الله عليه وسلم: (إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً)، هذا الأصل، واستثنى القليل (إلا من اتقى الله وبر وصدق) فالإنسان الذي يبر ويصدق ويخاف من الله سبحانه وتعالى يبعث مع النبيين والصديقين والشهداء، أما غالب التجار فسيبعثون فجاراً.
وفي رواية أخرى لهذا الحديث في مسند الإمام أحمد قال صلى الله عليه وسلم: (إن التجار هم الفجار، قالوا: يا رسول الله! أليس قد أحل الله البيع فقال صلى الله عليه وسلم: بلى ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون).
إن التجارة مهمة تقوم علي المبادئ والقيم والتجار اللذين لا يمتلكون تلك الصفات سوف يندثرون مع مرور السنين، كما ان المبادئ النبيلة للتجار تقاس عند وقوع الازمات فإن كان لهم موقف إيجابي عندما يعم الغلاء بتخفيف الاعباء عن المستهلكين فهذا سوف ينعكس عليهم بالبركة والتوفيق.
